نَبيُّ اللَّهِ لُوطٌ أَرْسَلَهُ اللَّهُ إِلَى مَدِينَةِ سَدُومَ وَكَانَ أَهْلُهَا مِنْ أَشْوَا النَّاسِ وَأَكْثَرِهِمْ فُجُورًا، كَانُوا يَتْرُكُونَ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَهُمْ مِنَ النِّسَاءِ، وَيَعْصُونَ رَبَّهُمْ وَيَفْعَلُونَ الْفَوَاحِشَ
فَدَعَاهُمْ نَبِيُّ الله لُوطٌ إِلَى تَرْكِ الْفَوَاحِشِ، وَلَكِنَّهُمْ كَذَّبُوهُ وَحَاوَلُوا إِخْرَاجَهُ هُوَ وَأَهْلَهُ مِنْ بَلَدِهِمْ وَتَحَدَّوْهُ أنْ يَأْتِيَهُمْ بعَذَابِ اللهِ، إِنْ كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ.
وَلَمَّا رَأَى سيدنا لُوطٌ كُفْرَهُمْ وَإِصْرَارَهُمْ عَلَى الْمَعَاصِي دَعَا عَلَيْهِمْ رَبَّهُ فَاسْتَجَابَ لِدَعْوَتِهِ، وَأَرْسَلَ إِلَيْهِ مَلَائِكَتَهُ فِي صُورَةِ بَشر لِيُخْبِرُوهُ بِأَنَّ عَذَابَ اللهِ قَادِمٌ وَأمَرُوهُ أَنْ يَخْرُجَ بِأَهْلِهِ لَيْلًا مِنَ الْقَرْيَةِ وَلَا يَلْتَفِتَ مِنْهُمْ أَحَدٌ فَيُصِيبَهُ الْعَذَابُ
وَاجْتَمَعَ قَوْمُ لُوطٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ يُرِيدُونَ الاعْتِدَاءَ عَلَى الْمَلَائِكَةِ وَخَافَ عَلَيْهِم سيدنا لوط فَقَالُوا لَهُ لَا تَخَفْ إِنَّهُمْ لَنْ
يَقْتَرِبُوا مِنَّا.
وَكَانَتْ زَوْجَةُ لُوطٍ عَلَيْهِ السَّلَامُ مَعَ الْكَافِرِينَ وَلَمْ تُطِعْ أَوَامِن الرَّسُولِ وَالْتَفَتَتْ لِتَنْظُرَ إلى قَوْمِها فَأَصَابَهَا الْعَذَابُ مِثْلَهُمْ وَنَجَا سيدنا لُوطٌ وَمَنْ هَاجَرَ مَعَهُ مِنَ الْعَذَابِ وَأَهْلَكَ اللهُ الْبَاقِينَ.